بسم الله الرحمن الرحيم
الـسـلام عـلـيـكـم ورحمه الله وبركاته
متى تكون الأذكـار والآيات والأدعية سبب للشفاء بإذن الله تعالى
إن الأذكار والآيات والأدعية التي يُستشفى بها ويُرقى بها
هي في أصلها نافعة شافية
ولكن تستدعي قبول المحل وقوة همة الفاعل وتأثيره .
فمتى تخلف الشفاء كان لضعف تأثير الفاعل أو لعدم قبول المنفعل أو لمانع قوي فيه يمنع أن ينجع فيه الدواء .
كما يكون ذلك في الأدوية والأدواء الحسية .
فإن عدم تأثيرها قد يكون لعدم قبول طبيعة البدن لذلك الدواء
وقد يكون لمانع قوي يمنع من اقتضائه أثره .
إن طبيعة البدن إذا أخذت الدواء بقبول تام كان انتفاع البدن به بحسب ذلك القبول .
فكذلك القلب إذا أخذ الرقى والتعاويذ الشرعية بقبول تام ، وكان للراقي نفس فعالة وهمة مؤثرة في إزالة الداء .
كذلك الدعاء فإنه من أقوى الأسباب في دفع المكروه
وحصول المطلوب ولكن قد يتخلف عنه أثره
للأسباب التالية :
1 . إما لضعفه في نفسه بأن يكون دعاء لا يحبه الله لما فيه من العدوان .
2 . وإما لضعف القلب وعدم إقباله على الله واجتماعه عليه وقت الدعاء ، فيكون بمنزلة القوس الرخو جدا ، فإن
السهم يخرج منه خروجا ضعيفا .
3 . إما لحصول المانع من الإجابة من أكل الحرام ورَيْن الذنوب على القلوب .
4 . استيلاء الغفلة واللهو والسهو وغلبتها على القلب .
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال :
أن - النبي صلى الله عليه وسلم - قال :
( ادعو الله وأنتم موقنون بالإجابة ، واعلموا أن الله لا يقبل دعاء من قلب غافل لاهٍ )
أخرجه الترمذي والحاكم .
فهذا الدعاء دواء نافع مزيل للداء ، ولكن غفلة القلب عن الله تبطل قوته .
عن أبي هريرة -رضي الله عنه - قال :
أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
( أيها الناس ، إن الله طيب ، لا يقبل إلا طيبا ، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين وقال :
( يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عليم )
المؤمنون 51
وقال :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ )
البقرة 172
ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر ، يمد يده إلى السماء ، يارب يارب ، ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ،
وملبسه حرام ، وغذي بالحرام ، فأنى يُستجاب لذلك )
أخرجه مسلم .
قال أبو ذر - رضي الله عنه - :
يكفي مـن الدعــاء مع الـبــِــرّ ما يكفي الطعام من الملح .
*
*
باختصار : لإبن القيم الجوزية - رحمه الله -